الببر ( ج.بُبُور ) حيوان لاحم ضخم من فصيلة السنوريّات وهو أكبر أعضاء الفصيلة و أقوى السنوريات الأربعة المنتمية إلى جنس النمر ( باللاتينية: Panthera = بانثيرا )[1][2][3]. تعتبر شبه القارة الهندية موطن أكثر من 80% من الببور البريّة في العالم، وتقطن الببور الغابات أو الأراضي العشبيّة حيث يساعدها فراؤها المخطط على التموّه بشكلٍ كبير وبالتالي اصطياد فرائس تكون في العادة أكثر رشاقة وسرعةً منها. تحب الببور أن تنزل في الماء بشكلٍ مستمر في الأيام الحارّة، لكنها على عكس اليغاور ( نوع من السنوريّات قريب للنمر ) لاتعتبر سبّاحة قويّة بل مجرّد محبة للاستحمام حيث تشاهد في البرك والأنهار والمستنقعات. تصطاد الببور بشكلٍ منفرد حيوانات عاشبة متوسطة أو كبيرة الحجم من شاكلة الأيائل، الخنازير البريّة، الجور ( نوع من الثيران البريّة )، وجواميس الماء، كما أنها قد تصطاد طرائد أصغر حجمًا أحيانًا. يعتبر الإنسان الخطر الأساسيّ على الببر، فغالبًا ما تحصل عمليّات قنص غير شرعيّة للببور من أجل الحصول على فرائها وعظامها وكل عضوٍ من جسمها تقريبًا للاستخدام في الطب الصيني التقليديّ لإنتاج عقاقير يزعم أنها مسكنة للآلام ومنشطة، لهذه الأسباب بالإضافة إلى تدمير المسكن، فقد تراجعت أعداد الببور بشكلٍ كبير في البريّة، فمنذ قرنٍ مضى كان هناك حوالي 100,000 ببر في العالم أما الآن فقد انخفضت الأعداد إلى حوالي 5,000 فقط، وجميع سلالات الببر تم وضعها على لائحة الحيوانات المهددة بالانقراض.
يستوطن الببر معظم آسيا الشرقية و الجنوبية، وهو يعتبر مفترسا رئيسيّا و ضاريا كبيرا. يصل طول الببر إلى 4 أمتار (13 قدما) بما فيه الرأس و الجسد و الذيل، و يزن حتى 300 كيلوغراما ( 660 رطلا ). تماثل أضخم سلالات الببر في الحجم بعض السنوريات المنقرضة[2][3] ، و الببور حيوانات متأقلمة بشكل كبير فهي تنتشر من التيغا السيبيريّة إلى الأراضي العشبية المفتوحة و مستنقعات القرم ( المنغروف ) الإستوائية. الببور حيوانات مناطقية و إنفرادية في العادة، وهي تحتاج إلى مساحات شاسعة من الأراضي لتأمين حاجتها من الطرائد؛ وقد أدى هذا بالإضافة إلى تواجدها في بعض أكثر المناطق إكتظاظا بالبشر على سطح الأرض إلى حصول نزاعات عديدة بينها و بين السكان. للببر تسعة سلالات معروفة، ثلاثة منها تصنّف على أنها منقرضة و الستة الباقية تعتبر مهددة بالإنقراض و البعض منها مهدد بصورة حرجة، و يعود السبب وراء تناقص أعداد هذا النوع إلى تدمير المسكن، تجزئة الجمهرات، و الصيد. كان الموطن الأصلي للببر يمتد من بلاد مابين النهرين و القوقاز عبر معظم آسيا الجنوبية و الشرقية، إلا أنه تقلّص الآن بشكل كبير جدا، وعلى الرغم من أن جميع السلالات الباقية على قيد الحياة اليوم تحظى بالحماية إلا أن القنص اللاشرعي، بالإضافة لتدمير المسكن و التناسل الداخلي لا يزال يهدد الجمهرات الباقية.
تعتبر الببور إحدى أكثر الحيوانات شهرة في العالم، حيث ظهرت في العديد من الميثولوجيات و التقاليد القديمة، ولا تزال تبرز حتى اليوم في العديد من الأفلام و الروايات الأدبيّة. تظهر الببور على أعلام الكثير من الدول الآسيوية حاليا، و تعتبر رمزا وطنيا بالنسبة للبعض منها، و الحيوان القومي بالنسبة للبعض الآخر.
التسمية
لفظة ببر فارسية الأصل، و الببر يختلف عن النمر، فالأخير مبقع الجلد ( ومن هنا اشتق اسمه أي من صفة "أنمر" أي مرقط ) بينما الببر مخطط، وورد بهذا الاسم في أمهات الكتب العربية مثل الحيوان للجاحظ و "حياة الحيوان" للدميري، وبه أخذ أمين المعلوف في معجمه معجم الحيوان. وقد جاء في إحدى الكتب أن هوية "ببر" تفرض على الهر أن يتمتع بقبضة "ببرية"، و أن يكون أضخم من "هر متنمّر". [4]
يُشتق اسم ببر في معظم اللغات الأوروبية من إسمه اليوناني "tigris"، المأخوذ من كلمة فارسيّة على الأرجح بمعنى "سهم"، للدلالة على سرعة الحيوان، وتُشكّل أيضا أصل اسم نهر دجلة في اللغات اللاتينية "Tigris".[5][6] كان الببر أحد أول الحيوانات التي وصفها عالم الحيوان السويدي كارولوس لينيوس في مؤلفه من القرن الثامن عشر "النظام الطبيعي" (باللاتينية: Systema Naturae)، وأعطاها اسم الجنس Felis قبل أن تُصنّف بدقة أكثر وتُعطى اسم الجنس Panthera.[7][8] يُفترض غالبا اسم الجنس الحالي للببر يُشتق من اليونانية "بان، pan" (بمعنى جميع) و "ثير، ther" (بمعنى وحش)، إلا أن هذا قد لا يكون سوى اعتقاد سائد لدى العامّة وليس له أي برهان قاطع. والإحتمال الأقوى لأصل كلمة Panthera هو أنها ذات جذور شرق آسيوية، بمعنى "الحيوان المصفر" أو "الضارب إلى الصفار".[9]
الخواص الأحيائية و العادات
الصفات الجسديّة الخارجيّة
الببور هي أضخم السنّوريات حجمًا وأثقلها وزنًا[10]، و بالرغم من أن سلالات الببور المختلفة تمتلك خصائص مختلفة، إلا أن ذكر الببر يبقى يزن بين 180 و 320 كلغ بينما تزن الأنثى بين 120 و 180 كلغ، ويبلغ متوسط طول الذكور بين 2.6 و 3.3 م بينما تبلغ الإناث بين 2.3 و 2.75 م، ومن بين السلالات الحيّة اليوم تعد السلالة السومطريّة ( الببر السومطري ) أصغرها حجمًا حيث يصل وزن الذكور إلى مابين 100 و 140 كيلوغرام فقط، بينما يصل وزن الإناث إلى مابين 75 و 110 كيلوغرامات؛ و تعد السلالة السيبيريّة ( الببر السيبيري ) أكبرها حجمًا حيث يمكن أن يصل طول الذكور الضخمة منها إلى 3.5 أمتار و تزن قرابة 306 كيلوغراما، أما الذكور العاديّة من هذه السلالة فإن طول جسدها بما فيه الرأس يصل مابين 190 و 220 سنتيمترا و تزن حوالي 227 كيلوغراما، بينما يصل طول الذيل لما بين 60 و 110 سنتيمترات.[11][12][13]. أما أضخم ببر سيبيري بريّ تمّ تسجيله يوما فقد بلغ وزنه حوالي 384 كيلوغراما[14]، ولكن يرى أحد العلماء أن هذه الأفراد الضخمة لم يوثّق وجودها من قبل مراجع يمكن الوثوق بها و الاعتماد عليها[11] . تكون إناث الببر أصغر حجما من الذكور دائما، وحتى إناث السلالات الكبيرة كالإناث البنغالية و السيبيريّة لا يزيد وزنها على مابين 100 و 181 كيلوغرام.
يتراوح لون فراء الببور من المحمرّ الصدئ إلى البني الصدئ، كما و تمتلك مساحات بيضاء على وجنتها بالإضافة لقسم سفلي أبيض بالكامل، و تختلف ألوان خطوطها من البنّي الفاتح إلى الداكن أو الأسود الصافي، كما أنها قد تختفي أحيانًا عند الببور البيضاء، التي لا تعتبر سلالة منفصلة بل مجرّد ببور بنغاليّة بلونٍ مختلف. تختلف كثافة وشكل الخطوط بين السلالات المختلفة، ولكن يظهر أن معظم الببور تمتلك أكثر من 100 خطّ ولعلّ أن السلالة الجاويّة ( سلالة جزيرة جاوة، الببر الجاوي ) كانت تمتلك خطوطًا أكثر من هذا. تختلف أنماط الخطوط بين كل فردٍ من هذا النوع، بالتالي يمكن تعريف الأفراد حسب نمط خطوطها كما تستعمل البصمات لدى الإنسان[15]، إلا أن هذه الطريقة لاتعتبر المفضّلة لدى العلماء بسبب صعوبة تسجيل النمط الخطّي لببر برّي. يبدو بأن وظيفة الخطوط هي للتمويه فقط حيث تعمل على تخبئة الببر عن أعين الطرائد، وتظهر الخطوط ليس فقط على الفراء بل على الجلد أيضًا. تمتلك الببور عدسة عاكسة في أعينها يعتقد أنها تساعدها على تحسين رؤيتها في النهار بدلًا من تحسين قدرتها على رؤية الألوان كما كان يعتقد في السابق. لذكور الببر بطانات على قوائمها الأمامية أوسع من تلك التي للإناث، و يساعد هذا الاختلاف علماء الأحياء على تحديد جنس الببر عند تتبع أثاره في البريّة[15].
الببور البيضاء
زوج من الببور البيضاء في حديقة حيوانات سنغافورة، لاحظ عيناها الزرقاوان و أنفاها الورديّة
تظهر لدى بعض الببور طفرة معروفة جدا تؤدي إلى ولادتها بلون أبيض، و تعرف هذه الطفرة باللاتينية باسم "شنشيلا ألبانيستيك"[16] ، و الببر الأبيض حيوان نادر في البرية لكنه يُستولد بشكل واسع في حدائق الحيوان بسبب شعبيته الكبيرة. وقد أدى تزويج الببور البيضاء في الأسر إلى عدة مشاكل بسبب التناسل الداخلي، ولحلّ هذه المشكلة قام العديد من الأشخاص بتزويج الببور البيضاء مع تلك البرتقالية وغالبا ما قاموا بدمج السلالات المختلفة مع بعضها. تمّ تسجيل وجود الببور البيضاء لأول مرة في أوائل القرن التاسع عشر[17] ، وقد أظهرت الفحوص العلميّة أن الببر يولد بهذا اللون عندما يحمل كلا الوالدين جينة نادرة، وتبيّن أن هذه الجينة لا تظهر إلا في فرد واحد من ولادة واحدة من أصل 10,000 ولادة. ولا يعتبر الببر الأبيض سلالة مستقلة كباقي السلالات كما يسود الاعتقاد، بل مجرّد نمط لونيّ مختلف؛ كما لا يعتبر مهددا بشكل أكبر من السلالات المختلفة عامة، ومن المعتقدات الخاطئة الأخرى أن الببر الأبيض أمهق على الرغم من أن صباغ اللون الأسود يظهر جليّا في خطوط هذه الحيوانات. تتميز الببور البيضاء بالإضافة لفرائها الأبيض بعيونها الزرقاء و أنوفها الورديّة.
الببور العتابيّة الذهبيّة
ببر عتابي ذهبي في حديقة حيوانات بوفالو
بالإضافة للجينة التي تجعل لون الببور يكون أبيض، فهناك جينة أخرى تظهر في بعض الأحيان و تسبب طفرة للون الحيوان مما يجعله يظهر بلون "عتابي ذهبي" أو "فراولي" كما يسميه العامّة، و تمتلك هذه الببور فراء ذهبي باهت بالإضافة لقوائم و خطوط برتقالية باهتة. كما و يميل فرائها أن يكون اسمك من العادة[18]. هناك القليل جدا من الببور العتابية الذهبية في الأسر، حيث يبلغ عددها كلها قرابة 30 فقط، و كما الببور البيضاء فإن هذه الببور تكون دائما نصف بنغالية على الأقل، و دائما ما تكون هي و تلك البيضاء أكبر حجما بقليل من الببر البنغالي الصافي.
أنماط لونية أخرى
تفيد بعض التقارير الغير مؤكدة أيضا عن وجود ببور أردوازيّة اللون أو "زرقاء" كما يسميها العامّة، بالإضافة لببور سوداء بشكل كبير أو كامل، ويفترض العلماء أنه بحال كانت هذه الحيوانات حقيقية فإنها لا تعتبر سلالات مستقلة أيضا بل مجرّد طفرات كالببر الأبيض[16].
طرق الصيد
تصطاد الببور عبر إنشاء كمين في الغالب لطريدتها كما تفعل بقيّة السنوريّات حيث تقوم بإستخدام حجمها الكبير وقوتها لإسقاط فريسها على الأرض ومن ثمّ قتلها عبر عضّ مؤخرة العنق مما يتسبب بتحطيم العمود الفقري للطريدة أو ثقب قصبتها الهوائيّة أو قطع الشراين الحيويّة، أما بالنسبة للطرائد الكبيرة فهي تفضّل بالغالب قتلها بعضّةٍ في الرقبة[19][20] . يقوم الببر بعد إسقاط الطريدة بتثبيتها على الأرض والتمسّك بعنقها بشكلٍ ثابت حتى موتها، كما يعرف عن الببور أنها تصطاد في الماء فقد تمّ تسجيل بعض الحالات التي قامت فيها بعض الببور بمهاجمة صيادين الأسماك على متن قواربهم أو انتزعت منهم صيدهم.
رسم من القرن التاسع عشر يظهر ببرا وهو يقفز ليمسك بسعدان اللانغور
"ببر يصطاد أيلا" من متحف ميلان للتاريخ الطبيعي
إن معظم الببور لاتصطاد الإنسان سوى بحال يأسها الشديد للقبض على طريدة، ولعلّ أن مجرّد 3 أو 4 ببور من أصل 1000 تقتل إنسانًا خلال حياتها بأكملها، فالببور أكلة الإنسان تكون في الغالب جريحة أو مريضة أو طاعنة في السن ولا تقوى على صيد طريدة طبيعّة لها لذلك تلجأ إلى طرائد أصغر حجمًا وأبطأ حركةً. كما باقي السنوريّات، فإن الببور في الغالب لاتنظر إلى الإنسان كطريدة طبيعيّة لها بسبب خوفها الغريزيّ منه واعتباره خطرًا لها، إلا أن هذا الأمر لايصح في منطقة مستنقعات "سوندرباندز" في خليج البنغال التي أظهرت ارتفاعًا في عدد الببور أكلة الإنسان والتي كانت بمعظمها سليمة وتعتبر الإنسان فريسة لها[21].
تستطيع الببور في البريّة أن تقفز إلى ارتفاع 5 م وإلى بعد 9-10 أمتار مما يجعلهم أحد أكثر الحيوانات القادرة على القفز العالي، وقد تم توثيق حالات قامت فيها ببور بقتل مواشٍ تزن 50 كلغ والقفز بها من فوق سياجٍ علّوه مترين، ويساعدها على التشبث بالطريدة قوائمها القويّة المعدّة للتمسّك بالفريسة المقاومة من دون إفلاتها والتعرّض لإصابة خاصةً مع الطرائد الكبيرة من شاكلة الجور، وتكفي في العادة ضربة واحدة من هذه القوائم لقتل ذئبٍ بالغ أو تصيب أيل الصمبر البالغ وزنه 150 كلغ بجراح بالغة.
السلوك الاجتماعيّ
الببور حيوانات تعيش منفردة وهي أيضًا إقليميّة تدافع عن حوزها بشراسة، و يختلف حجم حوز الببر بحسب توافر الطرائد بشكل رئيسي، و بحسب الإناث بالنسبة للببور الذكور. تبلغ مساحة حوز الإناث في الغالب حوالي 20 كلم² بينما تكون مساحة حوز الذكور أكبر بكثير، إذ تغطّي حوالي 60-100 كلم²، وتتقاطع حوزة الذكور مع حوزة العديد من الإناث، ولا تتحمّل الذكور وجود ذكورٍ أخرى في منطقتها، وبسبب طبيعتها العنيفة فإن النزاعات الإقليميّة غالبًا ما تنتهي بمقتل أحد الذكرين. يقوم الذكر برشّ البول على الأشجار ليعلّم حدود منطقته كما يترك إفرازات من غدة شرجيّة بالإضافة إلى تعليم الطرقات بالبراز. تبدي الذكور تعبيرًا مميزًا لشكل وجهها عندما تشم رائحة بول الإناث لتحديد مدى جاهزيتها للتزاوج، و يعرف هذا التعبير باسم "ردة فعل فليهمن". تكون الأنثى متقبّلة للتزاوج لبضعة أيامٍ فقط، وخلال هذه الفترة يحصل الجماع بشكلٍ متواتر ومستمر، وتمتد فترة الحمل 103 أيام يولد بعدها 3-4 جراء يزن كل منها حوالي كيلوغرامًا واحدًا. تقوم الأنثى بتربية صغارها لوحدها، فالذكور المتجوّلة قد تقتل الجراء لجعل الأنثى متقبّلة للتزاوج من جديد، وفي عمر الثمانية أسابيع تصبح الجراء مستعدّة لمغادرة العرين مع والدتها ثم تصبح مستقلّة بحلول شهرها الثامن عشر إلا أنها لا تترك والدتها حتى تبلغ عامها الثاني أو الثاني والنصف، وتبلغ النضوج الجنسي بحلول عامها الثالث أو الرابع.
قد تختلط الذكور بسهولة مع الإناث الموجودة في منطقتها وقد تشاطرها الفرائس حتى، كما أفاد عالم البيئة جورج شالر الذي شاهد ببر ذكر يتشاطر الفريسة مع أنثى و أربعة جراء. و غالبا ما تكون الإناث مترددة بإظهار جرائها أمام الذكر، إلا أن شالر رأى بأن تلك الإناث لم تقم بأي محاولة لإبعاد الذكر عن صغارها أو حتى منعها من الاقتراب منه مما يعني بأن ذلك الذكر هو على الأرجح والد الصغار. و تسمح ذكور الببور للإناث و الجراء بالأكل أولا من الطريدة على العكس من ذكور الأسود، كما أن الإناث بدورها تشاطر طرائدها مع ببور أخرى بنسبة أعلى من نسبة الذكور حتى، كما و تتحمل الأفراد المنتمية لذات الجنس و التي تشاطرها الغذاء أكثر من الذكور[22].
أنياب الببر الكبيرة بالإضافة إلى قوّة فكّيه تجعل منه مفترسًا فائقًا
تسيطر الإناث في الغالب على حوز بجانب حوز والدتها بينما تبتعد الذكور إلى مناطق أبعد لتسيطر على مناطق خاصة بها عبر التقاتل والإطاحة بذكرٍ مسيطر، وتنجب إناث الببور خلال حياتها في العادة عددًا مماثلا من الذكور والإناث، كما تتناسل الببور بشكلٍ جيّد في الأسر حيث يظهر أن الجمهرة الأسيرة في حدائق الحيوان في الولايات المتحدة تضاهي الجمهرة البريّة العالميّة من حيث العدد. تقتات الببور غالبًا في البريّة على الأيائل، الخنازير البريّة، والماشية البريّة مثل الجور وجواميس الماء، بالإضافة إلى صغار وحيد القرن والفيلة، كما أنها قد تفترس النمور والدببة[23][24][25]. يعرف أن الببور السيبيريّة والدببة البنيّة يشكلان خطرًا على بعضهما البعض ويقومان في الغالب بتجنّب بعضهما، إلا أن بعض الإحصائيات تظهر أن الببور السيبيريّة غالبًا ماتنجح في قتل دببة بنيّة أصغر حجمًا منها بحال التقيا، كما يظهر بأن هذه الببور تقوى على قتل الدببة البنيّة الكبيرة في بعض الأحيان[11]. تعتبر أيائل الصمّبر والخنازير البريّة والجور طرائد الببر المفضلة في الهند، أما صغار الفيلة ووحيد القرن فلا يقربها الببر إلا بحال شردت عن والدتها أو القطيع، وقد تمّ تسجيل حالة واحدة فقط قام فيها ببر بقتل أنثى وحيد قرن هندي بالغة[26].
تفضّل الببور في العادة الطرائد الكبيرة الحجم مثل أيائل الصمّبر والجور وجواميس الماء لأنها تؤمّن لها طعامًا لعدّة أيام مما يجنبها الحاجة إلى الصيد مجددًا، وتعتبر الببور المفترسات الرئيسيّة عبر موطنها بأكمله حيث لاينافسها على الطرائد أي مفترس آخر غير الكلاب البريّة الهنديّة (المعروفة ب"الدّول") والتي تعوّض عن حجمها بأعدادها الكبيرة. قد تهاجم الببور الحيوانات الكبيرة مثل الفيلة ووحيد القرن، لكنها تفضل دومًا الصغار منها بدلًا من البالغة متى سنحت لها الفرصة، غير أن الببر الجائع قد يهاجم أي شيء يعتبره فريسة محتملة له بما في ذلك الإنسان، ويعرف عن الببور بأنها تفترس التماسيح متى كانت الأخيرة على اليابسة.
تمت دراسة الببور في البريّة باستخدام العديد من التقنيات، فقد كان يتم تقدير عدد جمهرة الببور في الماضي باستخدام قوالب جصّ لأثار أقدامها، وفيما بعد تمّ استخدام كاميرات فخيّة لالتقاط صورٍ لها، ومؤخرًا أصبح الحصول على الحمض النووي من عينات برازها طريقة جديدة لدراستها، كما كان تطويقها بطوقٍ لاسلكي وسيلة مألوفة لدراستها في البريّة.
تطوّر النوع و سلالاته
إن أقدم المستحثات لسنّور يشابه الببر تم العثور عليها في الصين و جزيرة جاوة، وقد عاش هذا النوع المسمّى بالنمر البائد أو النمر القديم ( Panthera palaeosinensis = بانثيرا باليوسنسيس ) منذ حوالي مليوني سنة في بداية العصر الحديث الأقرب ( البليستوسين ) و كان أصغر حجما من الببر المعاصر. أما أقدم الأحافير للببور الحقيقية فقد عثر عليها في جاوة، وقد تراوح عمرها بين 1.6 و 1.8 مليون سنة، و بالإضافة لذلك فقد تم العثور على مستحثات أخرى من أوائل و أواسط العصر الحديث الأقرب في بعض المواقع في الصين و سومطرة، كما كان هناك سلالة تدعى ببر ترينل والتي عاشت منذ 1.2 مليون سنة عُثر على مستحثاتها في منطقة ترينيل في جاوة[27].
وصلت الببور إلى الهند و شمالي آسيا في اواخر عصر البليستوسين، حيث بلغت شرق بيرينجيا ( لكنها لم تبلغ الأميركيتين ) و اليابان و جزيرة سخالين، وتدل الأحافير التي عثر عليها في اليابان أن الببور هناك كانت أصغر حجما من الببور على البر الرئيسيّ كما هي الحالة في باقي السلالات القاطنة للجزر،ولعلّ هذا يفسّر بسبب ضيق مساحة البلد أو بسبب حجم الطرائد الصغير.
هناك 9 سلالات من الببور، إثنين منها منقرضة وواحدة يكاد يؤكد انقراضها في المستقبل القريب، كان موطن الببور يشمل عبر التاريخ: روسيا بما فيها سيبيريا، إيران، أفغانستان،الهند، الصين، أجزاء من شماليّ العراق، تركيا، جنوب شرق آسيا بما فيها الجزر الإندونيسيّة.
يعتقد العلماء أن سلالة جنوب الصين (ببر جنوب الصين) كان السلالة الأولى التي تحدرت منها البقيّة، ويصنفون السلالات الحيّة اليوم حسب الترتيب التنازلي بالنسبة لأعدادها في البريّة:
السلالات الحيّة
- السلالة البنغالية: ( الببر البنغالي أو الببر البنغالي الملكيّ، Panthera tigris tigris ) تتواجد في أجزاء من الهند وبنغلاديش والنيبال وبوتان وميانمار. تعيش هذه السلالة في مساكن مختلفة مثل الأراضي العشبيّة، غابات الأمطار الاستوائيّة وشبه الإستوائيّة، الأحراج، الغابات النفضيّة الرطبة والجافّة، وغابات القرم. تقدّر الحكومة الهنديّة جمهرة هذه السلالة بين 3,100 و 4,500 أو 3,000 ببر يتواجد في الهند وحدها[28]، غير أن بعض المحافظين على الببور يرون هذا العدد مبالغًا فيه ويعتقدون أن عدد الببور في الهند يبلغ أقل من 2000 ببر بما أن معطيات الأبحاث التي أقيمت عن هذا الموضوع تظهر هذا العدد. أن هذه السلالة تتعرّض لضغوط شديدة مع أنها أكثر السلالات شيوعًا وذلك بسبب تدمير المسكن والصيد غير الشرعيّ.
في عام 1972 أطلقت الهند مشروعًا ضخمًا للحفاظ على أعداد الببور يسمّى "مشروع الببر"، وقد نجح هذا المشروع في رفع أعداد الببور من 1,200 ببر في السبعينات إلى 3,000 في التسعينيات، وأصبح يعتبر من أنجح مشاريع الحفاظ على الحياة البريّة، إلا أن هذه الأعداد أخذت تظهر انخفاضًا مجددًا مؤخرًا بسبب الصيد الغير الشرعيّ حيث فقدت إحدى المحميّات (محميّة "ساريسكا") جميع ببورها[29]. تزن الذكور البنغاليّة من 200 إلى 295 كلغ والإناث حوالي 120-180 كلغ[30][31]، وفي البريّة تزن معظم الذكور عادةً 205 إلى 227 كلغ بينما تزن الإناث حوالي 140 كلغ، كما أن هناك بضع حالات وصل فيها وزن بعض الذكور المصطادة إلى أكثر من 300 كلغ مثل حالة أحد الذكور الذي قتل في النيبال في عام 1942 والذي بلغ وزنه 318 كلغ، بينما بلغ وزن ذكر آخر قتل في الهند في عام 1910 317 كلغ، أما أضخم ببر قتل يومًا كان ذكرًا يبلغ طوله 3.3 م و بلغ وزنه قرابة 390 كلغ، وقد قتل في عام 1967.
- السلالة الإندونيسيّة: ( الببر الإندونيسيّ أو ببر كوربت، Panthera tigris corbetti ) تتواجد في كامبوديا والصين، لاوس، ميانمار، تايلاند وفيتنام. يقدّر عدد جمهرة هذه السلالة بين 1,200 و 1,800 ببر ويبدو أن معظمها يتواجد في الجزء السفلي من موطنها، تعيش المجموعة الأكبر حجمًا اليوم في ماليزيا حيث يتحكّم بالصيد غير القانوني بشكلٍ صارم، إلا أن الجمهرة بأكملها لاتزال مهددة بشكلٍ كبير بسبب هشاشة مسكنها والتناسل الداخليّ، كما أنه في فيتنام يتم قتل هذه الببور لتأمين طلب الصيدليّات الصينيّة على الأدوية التقليديّة المشتقة من أعضائها، ويراها المحليّون الفقراء كوسيلة لتخفيف ضيق الفقر عنهم. الببور الإندونيسيّة أصغر حجمًا وأقتم لونًا من الببور البنغاليّة ويبلغ حجمها حجم الأسود الإفريقيّة تقريبًا، حيث تزن الذكور بين 150-190 كلغ بينما تزن الإناث بين 110-140 كلغ.
- السلالة المالاويّة : ( الببر المالاويّ، Panthera tigris malayensis ) تتواجد هذه السلالة بشكلٍ حصريّ في الجزء الماليزيّ الجنوبي من شبه الجزيرة المالاويّة ولم تكن تعتبر سلالة منفردة حتى عام 2004[32]. تظهر البحوث أن هناك حوالي 600-800 ببر بريّ من هذه السلالة مما يجعلها ثالث أكبر سلالة في العالم بعد السلالة البنغاليّة والإندونيسيّة. يعتبر الببر المالاويّ رمزًا وطنيًّا في ماليزيا حيث يظهر على شعار القوات المسلّحة وعلى بعض المؤسسات الماليزيّة.
- السلالة السومطريّة: ( الببر السومطريّ، Panthera tigris sumatrae ) تتواجد هذه السلالة على جزيرة سومطرة الإندونيسيّة فقط حيث يقدّر عدد الجمهرة البريّة بين 400 و 500 ببر تقطن جميعها في المنتزهات القوميّة الخمسة في الجزيرة. أظهرت بعض الأدلة الجينيّة مؤخرًا أن هذه السلالة تمتلك خصائص فريدة بها فقط مما يعني أنها قد تتطوّر لتصبح نوعا منفردا إذا لم تتعرّض للانقراض[33] مما جعل البعض يفترض أن على الببور السومطريّة أن تحظى بحمايةٍ أكبر من السلالات الأخرى. يعتبر تدمير المسكن الخطر الأساسي على هذه السلالة حيث أن التحطيب يتواصل دائمًا حتى بداخل المنتزهات الوطنيّة المحميّة، كما تمّ قتل 66 ببرًا أي 20% من المجموعة الأساسيّة بين عاميّ 1998 و 2000، وتعتبر السلالة السومطريّة أصغر السلالات الحيّة اليوم إذ يبلغ وزن الذكور البالغة بين 100-130 كلغ والإناث 70-90 كلغ، ويرجّح صغر حجمهم إلى الغابات الكثيفة التي تقطنها في جزيرة سومطرة، بالإضافة إلى حجم الطرائد الصغير[34].
- السلالة السيبيريّة: ( الببر السيبيريّ، الببر الشماليّ، الببر المنشوريّ، أو ببر شمال الصين، Panthera tigris altaica )، تتواجد تقريبًا فقط في سيبيريا حيث تعتبر هناك محميّة الآن، وقد أظهرت آخر إحصائيتين (في عاميّ 1996 و 2005) وجود 450-500 ببر سيبيريّ في موطنها الغير متجزّئ مما يجعلها إحدى أكثر السلالات التي لاتعيش في عزلة عن بعضها البعض. تعتبر هذه السلالة أكبر السلالات إذ وصل وزن أكبر ببر سيبيريّ برّي تم قياسه إلى 384 كلغ[35]، بينما بلغ وزن أحد الببور السيبيريّة الأسيرة 423 كلغ، وتنمو بعض الببور البنغاليّة لتبلغ نفس طول السيبيريّة لكنها تكون أقل امتلاءً. يبلغ وزن ذكر هذه السلالة حوالي 227 كلغ ولكنه قد يزن أيضًا من 205 إلى 364 كلغ[36]، ويتميّز الببر السيبيريّ بفرائه الكثيف وبلونه الذهبيّ الباهت وبعدد خطوطه القليل، يعد الببر السيبيريّ أكبر السنّوريّات الحيّة جميعها فقد يبلغ حجم أحدها البالغ من العمر ستة أشهر حجم نمر. أظهرت الأبحاث الوراثيّة في عام 2009 أن الببر السيبيري والببر القزويني هما في الواقع سلالة واحدة (بعد أن كان القزويني يعتبر سلالة مستقلة تحمل الإسم العلمي Panthera Tigris Virgata)، وبعد أن ظهر أن الإنفصال في موطن كل من الببرين لم يحصل إلا في القرن العشرين وبفضل تدخل الإنسان. لذا فإن القزويني لا يعتبر اليوم إلا مجرد جمهرة غربيّة للسلالة السيبيرية.[37][38]
- سلالة جنوب الصين: ( ببر جنوب الصين، Panthera tigris amoyensis ) تعتبر هذه السلالة أكثر سلالات الببور المهددة بالإنقراض حيث يعتبر من المؤكد تقريبًا انقراضها في المستقبل القريب[39]، كما إنها تعتبر السلالة الأولى من الببور والتي تحدرت منها باقي السلالات، كما إنها من أصغر السلالات، يتراوح طول ببر جنوب الصين من 2.2-2.6 م (للإناث والذكور)، بينما يزن الذكور بين 127 و 177 كلغ والإناث بين 100 و 118 كلغ، ويظهر أن آخر ببر بريّ من هذه السلالة قتل في عام 1994 ولم تعد تشاهد هذه الببور في مؤلها الطبيعيّ منذ العشرين سنة الأخيرة[40]. أصدرت الحكومة الصينيّة في عام 1977 قانونًا يمنع صيد الببور البريّة ولكن يبدو أن القانون صدر متأخرًا لإنقاذ السلالة، وهناك حاليًّا 59 ببرًا أسيرًا من هذه السلالة فقط وجميعها في الصين ولكن يعرف بأنها تتحدّر من ستة حيوانات فقط، لهذا فإن التنوّع الجيني لديها والمطلوب للحفاظ على جمهرة سليمة منها لم يعد موجودًا مما يرجّح انقراضها القريب، وهناك حاليًّا جهود لمحاولة إطلاق سراح هذه الببور في البريّة خلال عام 2008.
السّلالات المنقرضة
تعتبر الببور غير مألوفة في سجلات الأحافير، فأقدم الأحافير التي وجدت للببور تعود إلى العصر الحديث الأقرب "البليستوسين" في آسيا، كما تم اكتشاف أحافير أخرى تبلغ 100,000 سنة في ألاسكا ولعلّ هذا يفسّر بسبب ارتباط ألاسكا بروسيا بواسطة جسرٍ بري خلال العصور الجليديّة، ولعلّ هذا الببر الألاسكيّ هو من جمهرةٍ للببور السيبيريّة التي قطنت أمريكا الشمالية، بالإضافة إلى ذلك فقد اكتشف بعض العلماء بعض التشابه بين عظام الببور وعظام الأسد الأمريكيّ (السّلالة الأمريكيّة للأسد) مما جعلهم يفترضون أن الأسد الأمريكيّ كان صنفًا من الببور التي قطنت العالم الجديد، أما سلالات الببور المنقرضة الأخرى:
صورة لببر جاوي أخذت عام 1938
- سلالة بالي: ( ببر بالي، Panthera tigris balica ) كانت هذه السلالة محصورة دومًا في جزيرة بالي، وقد تم صيدها حتى الانقراض، يعتقد أن آخر فرد من هذه السلالة تم قتله في غرب بالي في 27 سبتمبر 1937 وقد كانت أنثى بالغة، لم يتم الاحتفاظ بأي من هذه السلالة في الأسر. لاتزال هذه السلالة تلعب دورًا في الإحتفالات الهندوسية الباليّة.
ببر قزوينيّ في حديقة حيوان برلين عام
1899، كانت هذه الببور تعتبر سلالة مستقلة حتى عام
2009 عندما أظهرت الأبحاث الجينية أنها مجرّد جمهرة غربيّة للببر السيبيري.
- سلالة جاوة: ( ببر جاوة، Panthera tigris sondaica )، كانت هذه السلالة محصورة في جزيرة جاوة الإندونيسيّة حيث يبدو أنها انقرضت في الثمانينات من القرن العشرين بسبب الصيد وتدمير المسكن، ولكن يظهر بأن انقراضها وتدهورها كان متوقعًا منذ الخمسينات (عندما كان يعتقد أن هناك أقل من 25 ببرًا في البريّة). تمّت مشاهدة آخر عينة بريّة في عام 1979[41][42].
تهجين الببر مع أنواع أخرى من السنوريات الكبيرة
بدأ تهجين أنواع السنوريات الكبيرة فيما بينها ( بما فيها الببر ) خلال القرن التاسع عشر، عندما أخذت حدائق الحيوانات تقوم بتزويج الأنواع المختلفة مع بعضها رغبة منها بعرض أنواع غريبة لتزيد من نسبة أرباحها[43] . يعرف عن الأسود بأنها تتزاوج و الببور ( من السلالالتين البنغالية و السيبيرية غالبا ) و تنتج ما يسمّى بالأسود الببرية و الببور الأسديّة[44]، وقد كانت هذه الحيوانات الهجينة تعرض غالبا في حدائق الحيوانات، إلا أن التهجين حاليا لا يُشجّع عليه بسبب تأثيره السلبي على برامج الإكثار و الحفاظ على الأنواع و السلالات المختلفة، إلا أنه لا يزال يتم التهجين بين الأسود و الببور في الممتلكات الخاصة و حدائق الحيوان في الصين.
الأسد الببري المسمّى "هرقل" مع مدربه
الأسد الببري هو نتاج أسد ذكر و ببرة [45]وهو ينمو ليصبح أكبر حجما من كلا الوالدين، وذلك عائد لأسباب بيولوجيّة حيث أن الأسد يطلق هرمونا يحثّ على النموّ في حين تطلق اللبوة هرمونا يكبح النمو فيؤدي ذلك إلى ولادة الشبل بحجم مماثل لحجم والديه، إلا أن هذا الهرمون لا تمتلكه الببرة مما يؤدي إلى نموّ الشبل الهجين بشكل يفوق حجم والديه. تمتلك الأسود الببرية عدة صفات و خصائص مشتركة من كلا الوالدين حيث تكون رمليّة اللون كالأسد و مخططة كالببر، و ذكور هذه الحيوانات عقيمة بينما تكون الإناث غالبا قادرة على الإنجاب. تمتلك الذكور حوالي نسبة 50% كي تنمو لها لبدة، إلا أنه حتى بحال نمت لها فإن حجمها يكون نصف حجم لبدة الأسد الحقيقي، و يبلغ طول هذه الحيوانات مابين 10 و 12 قدما في العادة و يمكنها أن تزن مابين 800 و 1000 رطل أو أكثر.
أما الببر الأسدي فأقل شهرة، وهو نتاج ببر ذكر و لبوة[46]، و بما أن الببر الذكر لا يطلق هرمونا يحث على النمو بينما تطلق اللبوة هرمونا يكبحه، فإن هذه الحيوانات غالبا ما تكون صغيرة الحجم حيث يصل وزنها إلى 150 كيلوغراما ( 350 رطلا ) فقط، أي أنها تكون أصغر من الأسود بحوالي 20%، وكما الأسود الببرية فإنها تمتلك صفات و خصائص مشتركة من كلا الوالدين، و تكون الذكور منها عقيمة.
الحفاظ على النوع
إحصاء من عام 1990 يُظهر النسبة المئوية للببور في دول إنتشارها الحاليّة
خريطة تظهر الموطن الحالي للببر (اللون الأحمر)، و المناطق التي إختفت منها (اللون البرتقالي)
أدّى القنص اللاشرعي بالإضافة لتدمير المسكن إلى تراجع أعداد الببور بشكل كبير في البريّة، فمنذ قرن مضى كانت أعداد الببور تصل إلى مافوق 100,000 حيوان في العالم أما الآن فقد تناقصت لتصل إلى مابين 7000 و 5000 ببر[47] ، ويقدّر البعض بأن الجمهرة الكليّة للببور أدنى من ذلك حيث لايزال هناك أقل من 2,500 زوج متناسل في البريّة، وأنه لا يزيد عدد الأزواج المتناسلة في كل سلالة عن 250 زوج بالغ قادر على التناسل[48]. إن وجود قرابة 20,000 ببر في الأسر حاليّا يخفف من خطر الإنقراض لدرجة معينة، على الرغم من أن بعض الجمهرات الأسيرة كتلك الموجودة في مزارع الببور التجارية في الصين و البالغ عددها مابين 4000 و 5000 ببر تعاني من نقص في التنوع الجيني.
في الهند
تحوي الهند أكبر جمهرة للببور البرية في العالم إلى جانب إحدى أكبر التجمعات البشرية، و يطبّق فيها إحدى أهم مشاريع الحفاظ على الحياة البرية المختصة بإنقاذ الببر و المسمّى "بمشروع الببر" الذي أطلق منذ عام 1973. وقد حقق هذا المشروع إنجازات أساسيّة تجسدت في إنشاء ما يزيد على 25 محميّة مراقبة بشكل جيّد، في أراض زراعية تم شرائها من الفلاحين و أعيدت زراعتها بأشجار و نباتات بريّة، و أصبح النشاط الإنساني فيها محرّما بكافة أشكاله. يتميّز هذا المشروع بزيادته لأعداد الببور البنغالية البرية عمّا كانت عليه بثلاثة أضعاف، فعند إطلاقه عام 1973 كان عدد الببور لا يتجاوز 1,200 حيوان و بحلول التسعينات كانت الأعداد قد فاقت 3,500 ببر، إلا أنه يُشك بمصداقية هذه الإحصاءات التي قدمتها الحكومة الهندية. سمحت حكومة الهند مؤخرا للقبائل بالإستيطان مجددا بداخل المناطق المخصصة لحماية الببور، ويعتقد البعض أن هذا القرار قد يكون له تأثيرات على النجاح المتواتر لهذا البرنامج.
تمّ إجراء تعداد للببور خلال عام 2007، ومن ثم نُشر التقرير في 12 فبراير 2008 الذي أفاد بأن جمهرة الببور البريّة في الهند قد تراجعت إلى ما يقارب 1,411 ببر، و يعزى ذلك مباشرة إلى القنص اللاشرعي[49].
في روسيا
كان الببر السيبيري يشارف على الانقراض في الأربعينات من القرن العشرين حيث كان لم يتبقى منه سوى 40 حيوانا فقط في البرية. وقد إزدادت أعداد هذه الحيوانات خلال فترة ازدهار الإتحاد السوفياتي إلى بضعة مئات بسبب قوانين الحماية من القنص الصارمة، و الدوريات المسيّرة بشكل دائم لحماية المناطق التي تقطنها الببور، بالإضافة لشبكات المناطق المحميّة التي أنشأتها الحكومة. إلا أن القنص اللاشرعي عاد ليصبح مشكلة من جديد خلال التسعينات عندما إنهار الاقتصاد الروسي، و أصبح للصيادين القدرة على دخول الأسواق الصينيّة المربحة التي كانت مغلقة عليهم سابقا، و ازدياد نسبة التحطيب في المنطقة. وعلى الرغم من أن ارتفاع نسبة النمو الإقتصادي قد أدّت إلى استثمار المزيد من المواد الأولية في الحفاظ على هذا النوع، إلا أنه بالمقابل أدّت زيادة معدّل النشاط الإقتصادي إلى ارتفاع معدل استغلال المناطق البريّة و التحطيب. تعتبر مساحة الحوز الشاسعة التي يحتاجها كل ببر على حدى العقبة الأساسية في الحفاظ عليها في روسيا ( تحتاج أنثى الببر السيبيري إلى حوز تبلغ مساحته 450 كلم² )[10]. تقوم العديد من المنظمات حاليا ببذل مجهود للحفاظ على الببور في روسيا، ومن هذه المنظمات: المنظمات الحكومية و الغير حكومية بالتعاون مع المنظمات العالمية مثل صندوق الحياة البرية و مجمع الحفاظ على الحياة البرية[10] . يصل عدد الببور في البريّة الروسية حاليا إلى مابين 400 و 550 حيوانا.
في التبت
تستخدم جلود النمور و الببور في التبت في العديد من الإحتفالات التقليدية و لخياطة الملابس المختلفة. وفي يناير 2006 قام الدالاي لاما بإلقاء موعظة دعا فيها إلى عدم استعمال، بيع، أو شراء أي حيوان بريّ أو منتجاتها و مشتقاتها، ولا يزال يجب الانتظار لمعرفة ما إذا كان هذا سيؤدي إلى وقف الطلب على جلود الببور و النمور لفترة طويلة أم لا[50][51][52].
إعادة الدمج في البرية
تمّت أولى محاولات إعادة دمج ببر مولود بالأسر في البريّة في الهند من قبل محافظ على الحياة البرية يدعى بيلي آرجان سن، حيث كان قد قام بتربية ببرة تدعى تارا مولودة في حديقة حيوانات، ومن ثم أطلق سراحها في براري منتزه دودهوا القومي عام 1978. وقد تلا ذلك العديد من الحالات التي تم فيها قتل بعض الناس و التهامهم من قبل ببرة، قتلت بعد ذلك بفترة؛ وقد زعم المسؤولون الحكوميون بأن هذه الببرة لم تكن سوى تارا، وقد أكد سن هذا الإدعاء كما فعل غيره من المحافظين على الحياة البرية. وبعد ذلك بفترة تعرّضت هذه المحاولة للمزيد من الانتقاد بعدما أكتشف أن المجموعة الجينيّة في المحمية قد تلوّثت بفعل إدخال تارا التي ظهر بأنها كانت نصف سيبيرية، ولم يكن الأخصائيون على علم بهذه المسألة عندما أقدموا على إطلاق سراحها بسبب التصنيف الغير ملائم الذي إتبعته حديقة حيوانات توايكروس التي عاشت فيها الببرة[53][54][55][56][57][58][59][60][61][62].
إنقاذ ببور الصين
ببر في جنوب أفريقيا في المحمية المخصصة لإنقاذ ببور الصين
قامت منظمة "أنقذوا ببور الصين" بالتعاون مع مركز أبحاث الحياة البرية لإدارة الحراجة في الصين، و صندوق الببور الصينية في جنوب أفريقيا بالتوقيع على اتفاق في بكين بتاريخ 26 نوفمبر 2002 والذي ينص على إعادة إدخال الببور الصينية إلى مؤلها الطبيعي في البريّة. ويدعو هذا الاتفاق إلى جعل مشروع الحفاظ على هذه الحيوانات نموذجا يقتدى به، و ذلك عن طريق إنشاء محميّات رئيسيّة في الصين يُعاد توطين الحيوانات البلديّة فيها بما فيها ببور جنوب الصين؛ و سيتم اختيار عدد معين من الجراء من حدائق حيوانات مختلفة في الصين ومن ثم سيتم إرسالها إلى محميّة تبلغ مساحتها 300 كيلومتر مربّع تقع بالقرب من بلدة فيليبوليس في جنوب إفريقيا حيث ستُلقن أساليب الصيد. وفي مرحلة لاحقة سيتم إرسال جراء هذه الببور إلى المحميّات الرئيسيّة في الصين بينما ستبقى الحيوانات الأصلية في جنوب أفريقيا لتستمر بالتناسل[63]. و بالإضافة لهذا المشروع فهناك مشروع آخر لإعادة تأهيل ببور جنوب الصين يتم العمل به في فوجيان بالصين[64].
تأخذ الصين على عاتقها مهمة تأمين الأراضي اللازمة لإنشاء هذه المحميات، و إعادة تأهيل المساكن و فصائل الطرائد فيها، و يُتوقع أن يتم إطلاق أول الببور الصينية إلى البرية خلال فترة ملازمة لفترة بداية الألعاب الأولمبية الصيفية لعام 2008 في بكين[65].
علاقة النوع بالإنسان
الببر كطريدة
رسم يظهر صيد الببر من على ظهور الفيلة في أوائل القرن التاسع عشر
كانت الببور تعتبر على إنها إحدى الطرائد الخمسة الكبيرة في آسيا، وكان صيد الببور يتم على مقياس كبير في أوائل القرن التاسع عشر و العشرين حيث كانت هذه الرياضة تعد مشهورة و رائجة بين البريطانيين خلال فترة استعمار الهند، كما بين المهراجات و أفراد الطبقة الأرستقراطية الهنديّة قبل استقلال البلاد. كان بعض الأفراد يقومون بصيد الببور مشيا على الأقدام، بينما كان البعض الآخر يقيم عرزالا ليربض فيه بعد أن يقوم بربط ماعز أو جاموس كطعم ليجذب بواسطته الببر، أما أخرون فكانوا يقومون بالصيد من على ظهور الفيلة[66]، بل أنه في بعض الأحيان كان بعض القروين يقومون بضرب الطبول لدفع الببر نحو المنطقة التي يربض فيها الصيادون. و كان يتم تأمين تعليمات مكتوبة عن كيفيّة سلخ الببر، كما كان هناك أشخاص مختصين في سلخ و تنظيف و دباغة جلود الببور.
الببور آكلة الإنسان
كينيث أندرسون وقد إصطاد ببرة جولاغيري المسؤولة عن مقتل 15 شخصا
لا يعتبر الإنسان إحدى طرائد الببور الطبيعيّة، فهي دوما تتحاشاه، إلا أنه على الرغم من ذلك فقد قتلت الببور أعداد كبيرة من البشر تفوق العدد الذي قتلته أي من أصناف السنوريات الكبيرة الأخرى و خصوصا في المناطق التي تعاني من الاكتظاظ السكاني حيث كان للتحطيب و الزراعة تأثير سلبي على مسكن الببور و طرائدها الطبيعية[67]. تكون معظم أكلة البشر حيوانات طاعنة في السن وقد فقدت معظم أسنانها، و تكتسب هذه الببور حبا للحم الإنسان بسبب أنها لا تعود قادرة على اصطياد فرائسها الطبيعية الأكثر سرعة و رشاقة منها في العادة، فتلجأ إلى مخلوقات أبطأ منها وهي في هذه الحالة البشر. وفي العادة فإن جميع الببور التي تعتبر آكلة للإنسان يتم الإمساك بها، قتلها، أو تسميمها؛ وعلى العكس من النمور آكلة الإنسان فإن الببور، حتى تلك التي إعتادت صيد البشر بشكل متواصل، لا تدخل المستوطنات البشرية عادة بل تبقى تجول حول القرى أو في مشاعها[68] ، إلا أنه على الرغم من ذلك فإن بعض الببور تهاجم الناس بداخل القرى[69]. إن آكلة الإنسان تعد مشكلة رئيسيّة في الهند و بنغلاديش، و بخاصة في مناطق كومون، غراهوال، و مستنقعات السوندرباندز في البنغال حيث قامت بعض الببور المعافاة بقتل البشر.
[عدل] في الطبّ التقليدي الصينيّ
تستخدم أعضاء الببر في الطبّ التقليدي الصينيّ حيث يعتقد العديد من سكان شرق آسيا أن لها خصائص طبيّة متعددة بما فيها مسكنات للألام و منشطات جنسية[70] ، إلا أنه ليس هناك من تأكيد علميّ على هذه الأمور التي تشمل:
تعليمات عن كيفية سلخ الببر
- طحن ذيل الببر ومزجه مع الصابون لإنتاج مرهم يشفي من سرطان الجلد.
- يقال بأن العظام على طرف ذيل الببر تساهم في طرد الأرواح الشريرة.
- عظام الببر المطحونة والممزوجة مع النبيذ تنتج مشروبًا تايوانيًا يمنع العطش.
- يقال بأن جلد الببر يشفي حمّى تسببها الأشباح إذا جلس عليه الشخص المصاب.
- إحراق شعر الببر يبعد الديدان المئويّة (أم أربع وأربعين).
- خلط دماغ الببر مع الزيت وفركهما على الجسد يؤدّي للتخلّص من الكسل والبثور.
- معالجة عيون الببر إلى حبوب يؤدّي إلى منع الخفقان.
- إن إبقاء الشوارب كتعويذة سحريّة تؤدي حسب الأسطورة إلى الحماية من الرصاص وإلى زيادة الشجاعة.
- يمتلك المرء شجاعة كبيرة ويحمى من قتالٍ فجائي إذا ارتدى مخلب ببر للزينة أو حمل واحدًا في جيبه.
- يمكن الحصول على القوّة والدّهاء والشجاعة عبر أكل قلب الببر.
- أضلاع الببر تعد طلسم للحظ السعيد.
- الأعضاء التناسلية تعدّ منشطة جنسيّة[71].
- إن ربط العظام الصغيرة في قوائم الببر إلى معصم الأطفال تعتبر علاج حقيقيّ لمنع الخفقان.
وقد قامت الحكومة الصينيّة بمنع الإتجار بأعضاء الببر لغرض تصنيع الأدوية، كما و وضعت عقوبات على القنّاصين الغير شرعيين تصل إلى حد الإعدام، و بالإضافة لذلك فإن التجارة بأي عضو من أعضاء الببور يعد غير قانوني اليوم بفضل إتفاقية حظر التجارة الدولية بالأنواع المهددة بالانقراض. إلا أنه على الرغم من ذلك فهناك عدد من مزارع الببور في الصين، والتي تقوم بتزويج هذه الحيوانات و تربيتها في سبيل الحصول على أرباح، ويقدر عدد هذه الببور المولودة في الأسر و الشبه مروضة بما بين 4,000 و 5,000 ببر تعيش جميعها في مزارع من هذا النوع[72][73].
الببر كحيوان أليف
رسم مغولي من عام 1650 يظهر أحد الدراويش و بقربه أسد و ببر
تقدر جمعية حدائق الحيوان و المعارض المائية أن ما يزيد على 12,000 ببر يحتفظ بها بعض الأشخاص كحيوانات أليفة في الولايات المتحدة، وهذا العدد أكبر من الجمهرة البرية كلها حاليا[74]، و يعتقد بأن 4000 ببر يحتفظ بها في ولاية تكساس وحدها[74].
وقد ظهرت مسألة شيوع الببور كحيوانات أليفة في الولايات المتحدة في بعض الأفلام مثل فيلم "سكارفيس" للمخرج براين دي بالما، من بطولة آل باتشينو، حيث تطمح شخصية الأخير في الفيلم ( المسمّى طوني مونتانا ) إلى إمتلاك جميع مظاهر القوّة و الرموز التي يمتلكها الأميركيون ذوو المكانة الإجتماعية العالية، والتي تضمنت بحسب رأيه الإحتفاظ بببر مستأنس في حديقته.
إن إحدى الأسباب وراء إرتفاع عدد الببور المستأنسة في الولايات المتحدة يعود إلى مسائل تشريعيّة، فقد قامت تسعة عشر ولاية فقط بحظر إمتلاك الببور من قبل العامّة، بينما تتطلّب خمسة عشر ولاية أخرى مجرّد رخصة كي يتمكن الفرد من تربية ببر، أما الستة عشر ولاية الباقية فلم تُسنّ أيّة قوانين بخصوص هذه المسألة[74].
وقد أدى نجاح برامج الإكثار في حدائق الحيوانات و السيركات إلى وجود فائض في إعداد الجراء خلال الثمانينات و التسعينات مما أدّى إلى خفض أثمانها[74]. و يقدّر مجمّع منع تعذيب الحيوانات ( SPCA ) أن هناك قرابة 500 أسد، ببر، و غيرها من أنواع السنوريات الكبيرة اليوم و المملوكة ملكيّة خاصة في المنطق المحيطة بمدينة هيوستن وحدها[74].
تمثيل النوع في الحضارة الإنسانية
يعتبر الببر ملك الوحوش بدلا من الأسد في حضارات آسيا الشرقية[75]، حيث يرمز إلى الملكيّة، الشجاعة، و القوة[76]، و يستند سكان تلك الدول إلى هذا الإدعاء بسبب أن الببر يمتلك علامة على جبهته تشابه الكلمة أو الصفة الصينية التي تعني "ملك" ( بالصينية: 王 )، و بالتالي فإن العديد من الرسوم المتحركة في الصين و كوريا التي تمثل ببورا، ترسم بعلامة 王 على جبهتها.
رسم صيني لببر من القرن التاسع عشر
للببر أهميّة كبرى في الميثولوجيا و الحضارة الصينية، و يعد واحدا من 12 حيوانا تمثل الأبراج الصينيّة، كما و يظهر الببر في العديد من الفنون الصينية و فنون القتال و يُجسد على أنه رمزٌ للإرض و منافس للتنين الصيني، حيث يمثل الأول المادّة بينما يمثل الثاني الروح. و يستند فن القتال المعروف "بالهونغ غا" من جنوب الصين إلى حركات الببر و طائر الكركي، وفي الإمبراطورية الصينية كان الببر يعتبر تجسيدا للحرب و غالبا ما كان يمثّل رمز الببر أعلى قائد للجيش أي أعلى الجنرالات مرتبة ( ما يعرف اليوم بوزير الدفاع )[76] ، بينما كان الإمبراطور و الإمبراطورة يمثلهما التنين و طائر الفنيق على التوالي. يعتبر الببر الأبيض ( بالصينية: 白虎 = بن ين ) أحد الرموز الأربعة للكواكب الصينية، وهو يدعى في بعض الأحيان "ببر الغرب الأبيض" ( بالصينية: 西方白虎 ) حيث يمثّل الغرب و فصل الخريف[76].
وفي البوذية يعدّ الببر أحد المخلوقات الثلاثة العديمة الإحساس، حيث يمثل الغضب، بالإضافة إلى السعدان الذي يمثل الجشع، و الأيل الذي يمثل الهوى الجامح[76]. كانت الشعوب التنغستيّة من روسيا تعتبر الببر السيبيري شبه مؤلّه، و كانت تدعوه "بالجد" أو "الرجل العجوز"، كما قامت شعوب الأودج و النني بتسميته "أمّبا"، بالإضافة لشعب المانشو الذي يسمّيه "هو لين" أي الملك[15]. وفي الهندوسية، تظهر الإلاهة المعروفة "دورغا" وهي محاربة ذات عشرة أذرع وهي تمتطي ببرة ( أو لبوة ) عندما تتجه إلى المعركة، وفي جنوب الهند يتم ربط الإله "آيابا" بببر على الدوام[77].
يحلّ الببريّون مكان المستذئبون في الفولكلور الآسيوي المرتبط بقصص انقلاب الإنسان إلى وحش، وفي الهند كان هؤلاء الأشخاص يعتبرون على أنهم سحرة أشرار بينما كانو يعتبرون في إندونيسيا على أنهم يتمتعون بصفات حميدة نوعا ما. وفي اللغة العربية يقال بأن للشخص قبضة أو يد ببرية، أي قويّة، وقد كانت هذه الصفة إحدى الأسباب التي جعلت العرب يطلقون على هذا الحيوان اسم ببر بما أنهم رؤا بأنه يتمتع بقبضة قاتلة.
يظهر الببر في العديد من الروايات الأدبية و الأشعار، و يُظهر كلا من روديارد كبلنغ في كتاب الأدغال، و وليام بلايك في أغاني الخبرة، الببر على أنه حيوان خطر و مخيف؛ ففي كتاب الأدغال مثلا يظهر الببر شيرخان بصورة العدو اللدود الشرير لبطل القصة الفتى موغلي. و بالمقابل فإن البعض الآخر يظهر الببر بصفات حميدة كالكاتب ألان ألكسندر ميلني في قصص "ويني ذا بوو" ( بالإنكليزية: Winnie-the-Pooh ) التي ترجمت في العربية إلى "ويني الدبدوب"، حيث يظهر فيها الببر "تيغرّ" ( بالإنكليزية: Tigger ) الذي ترجم في العربية إلى "نمّور" بمظهر اللطيف و الجدير بالمعانقة. وفي إحدى الروايات الأخرى المسمّاة: The Man Booker Prize، يقوم بطل القصة المدعو بي باتال الناجي الوحيد من تحطم سفينة في المحيط الهادئ بمصادقة ناجي آخر وهو ببر بنغالي ضخم. و يظهر الببر كذلك الأمر في إحدى القصص المصورة الخاصة بالأطفال المعروفة باسم "كالفين و هوبز" التي تبرز كالفين و ببره الدمية المدعو هوبز. كما أن هناك أحد الببور المشهورة جدا و الذي يظهر على علب حبوب ذرة "فروستد فلايكس" (بالإنكليزية: Frosted Flakes) و المعروف باسم "طوني الببر" .
الببر هو الحيوان القومي لبنغلاديش، النيبال، الهند[78] ( السلالة البنغالية، الببر البنغالي )[79]، ماليزيا ( السلالة المالاوية، الببر المالاوي )، كوريا الشمالية و الجنوبية (السلالة السيبيرية، الببر السيبيري).
دمية تظهر ببرا يفترس جنديا بريطانيا، وقد كانت هذه القطعة الأثرية ملك السلطان فاتح تيبو الملقب بببر منسوري
لحيوان المفضّل في العالم
في تصويت أجرته قناة أنيمال بلانيت لتحديد أكثر حيوان يحظى بشعبية في العالم، حصل الببر على أعلى نسبة تصويت من قبل المشاهدين، و تفوّق على الكلب بفارق بسيط جدا؛ وقد صوّت أكثر من 50,000 مشاهد ينتمون إلى 73 دولة في هذه المباراة، و حصل الببر على 21% من الأصوات، و الكلب 20%، الدلفين 13%، الحصان 10%، الأسد 9%، الأفعى 8%، ثم تلاهم كل من الفيل، الشمبانزي، السعلاة ( الأورانغوتان )، و الحوت على التوالي[80][81][82][83].
و تقول العالمة بتصرفات الحيوانات ساندي ساد، والتي عملت مع القناة في إعداد و تحليل لائحة الحيوانات " أننا نشعر بارتباط مع الببر، فهو حيوان شرس و مهيب من الخارج إلا أنه نبيل و جذاب من الداخل "[80]. كما و يقول كلّوم رانكين، الضابط المسؤول في المؤسسة الخيريّة الفدراليّة للحفاظ على الحياة البرية العالميّة، بأن نتيجة التصويت هذه قد منحته الأمل " فإذا كان الناس يصوتون للببور على أنها حيواناتهم المفضلة، فهذا يعني أنهم يعرفون مدى أهميتها، و أنهم قد يقوموا بما يقدرون عليه لتأمين بقائها و إستمرارها " كما ورد على لسانه[80].